القضيـــة السوداء
أغلق التلفاز و ما زالت علامات الغضب على وجهه
اتجه بيده نحو الهاتف و أجرى اتصالا .
السيد بارك : بنيتي ..
جوليا ( بسعادة) : ابوجي ..
السيد بارك : هل أنتي بخير .
جوليا ( بصوت يملئه الدلال ): مممم ليس كثيرا .
السيد بارك : انتظري القليل من الوقت و ستخرجين من هناك .
جوليا : اوك ابوجي ... يجب أن أغلق الآن فقد
جاءت صديقتي وورام .
السيد بارك : وورام ... لا تؤمني لها كثيرا فوالدها مخادع .
جوليا : لا تقلق ابوجي إن تجرأت و قالت شيء
ستتحول حياتها إلى جحيم .
السيد بارك : سأكلمك في المساء إن لزمك شيئا أتصلي بي فورا .
جوليا : ديييييه..فقط أرسل لي السيد كيم .
السيد بارك : حسنا ..
إنها في السجن لكن سجن يُخصص لأصحاب النفوذ و لا
يجوز أن نلقبه بالسجن أصلا لما فيه من خدمات و وسائل
ترفيه ، أغلقت الهاتف رسمت ابتسامة استهزاء على
وجهها و قالت بحدة : ها ها ها أيعتقدون بأنني غبية لأسير
كما خططوا له .. مجموعة حمقى ... صمتت قليلا ثم تابعت
بقليل من الإحباط : ايششش كيف لم أنتبه أن تلك الفتاة
القبيحة بشر و ليست بشبح ... ايشششش.
وقفت عن السرير ، و اتجهت بنظرها نحو شاشة الحاسوب
التي أمامها فتحت صفحة التواصل الاجتماعي و مدت يدها
الأخرى إلى كأس العصير الموضوع بجانب الطاولة .
تمسك إيون هوا كتابها و تلف في غرفتها يمينا شمالا .. يمينا
شمالا تحاول جاهدة أن تحفظ بعض النقاط في مادة التاريخ
التي لديهن فيها بالغد امتحان .
إيون هوا : ايششش لمَ كل هذه التواريخ؟؟!! ..
بدأ هاتفها بالرنين اتجهت له مسرعة و أجابت .
إيون هوا : يابوسايو.
وويونغ : انيو ... ماذا تفعلين ؟
إيون هوا : ادرس امتحاني .
وويونغ ( بتوتر ): إنني متوتر للغاية .
إيون هوا : ويييه!؟!
وويونغ : اوووه في الغد ستكون الأنظار علي فأنا أخ العريس ..
توقف عن الكلام عندما انفجرت إيون هوا ضاحكة .
إيون هوا : هههههههههههههه.
وويونغ : يااااا..
إيون هوا : اوه اوه اوه إنه مضحك للغاية ماذا
الأنظار .. ههههه
وويونغ : ايششش أنا المخطأ لأنني أحدثك ... سأغلق .
توقفت إيون هوا عن الضحك و قالت بجدية : يا يا ... لن
أضحك مجددا .... أعدك .
وويونغ : إيون هوا ماذا أفعل أتخيل نفسي غدا و أنا
أتصبب عرقا .
إيون هوا : مممم أعتبر نفسك بامتحان ... و المراقب
ينظر لك ماذا ستفعل حينها ؟
وويونغ : سأتجاهله بالطبع فإن لازمت النظر له لن أستطيع
كتابة شيء على الورقة .
إيون هوا : و غدا أفعل نفس الشيء ..
وويونغ : مممم لكن الأمران مختلفان .
إيون هوا : آنيا ، فكر بالأمر أكثر سترى أنهم سواء .
وويونغ : مممممم لم أقتنع بعد ..
إيون هوا ( بسرها ): اوووووه حقا يمتلك دماغا سميكا كما
قال سونغمين أوبا ... رسمت ابتسامة على شفتيها
ثم تابعت الحديث : اعتبر أن..
أكملت إيون هوا المكالمة على هذا الحال .....
أغلقت تشي يو الكتاب تنهدت بقوة لحظات و عادت لتفتحه .. أغلقته
ثم فتحته ، فعلت هذه الحركة خمس مرات ثم قالت بصوت
مرتفع : ايشششششش.
فمنذ أن عادت للمنزل تحاول جاهدة أن تدرس مادة الامتحان
لكن كل تفكيرها منحصر على سونغمين .. أين هو ؟ ماذا
يفعل ؟ هل هو بخير ؟
نهضت عن المقعد دفعته للخلف ثم اتجهت نحو سريرها التقطت
هاتفها و طلبت إيون هوا على الهاتف كانت مشغولة
لحظات حتى أجابت .
تشي يو : انيو...
إيون هوا : دييه أوني .
تشي يو : مممم ... ممممم.
إيون هوا : اوني ؟؟؟
تشي يو : هل جاء سونغمين أوبا لمنزلكِ ؟
إيون هوا: آني... وييه ؟؟
تشي يو ( بإحراج ): لا شيء فقط كنت أريد أن ... هكذا فقط .
وويونغ ( باستهزاء) : هل أنتي قلقة عليه ؟!؟!
تشي يو ( بذعر ): وويونغ أوبا ... كيف تتكلمـ...
إيون هوا : بيانيه أوني لقد وضعتها مكالمة جماعية .
تشي يو : ياااااا ... سأغلق إذا .
إيون هوا : اوووووني ...
أغلقت تشي يو الهاتف سريعا بدأت تضرب رأسها بكلتا يديها و
هي تقول : بابو ... بابو ... تشنشا بابو ..
ألقت الهاتف على السرير ثم عادت إلى مكتبها جلست على
الكرسي و القلق يملأ وجهها .
تشي يو : ايششش أين هو يا ترى .. لقد وعدني أن يأتي
ليشاهد سفينته .. اوووووه.
تنهدت بحزن ثم فتحت الكتاب من جديد .
يسير سونغمين بين الطاولات و المقاعد و الحزن يملأ وجهه
فهو لم يعتد أن يكون مطعمه خال هكذا، عهده متزاحما
بالزبائن أصوات الأشخاص هنا و هناك ..
: أسرع من فضلك سيدي .
: كومابسمنيدا يا ولدي سآتي هنا كل يوم .
: إن طعامك لذيذ للغاية .
كانت هذه الأصوات ما يردد في آذنه و هو يدور هنا و هناك ، شعر
بالملل فقرر الجلوس على إحدى الطاولات ....
في اليوم التالي و خصيصا في مدرسة يونغا الإعدادية يجلس
لجميع في مقاعدهم ينتظرون من المعلمة أن تسلمهم أوراق
الامتحان ، يدخل من النافذة ثم يتجه خلسة نحو مقعد إيون هوا
يلقي التحية عليها ثم يتابع مسيره إلى مقعد تشي يو حيث
تجلس في المقدمة .
سونغمين : آنيو ..
تشي يو ( بذعر ): اووه.. ثم صمتت عندما أدركت نفسها فقالت
بسرها بصوت يملئه العتاب : لم يكن عليك أن تأتي .
سونغمين : بيانيه الأمس انشغلت ..
بحقيقة الأمر هو لم يكن مشغولا لكن يريدها أن تدرس بجد
لامتحان اليوم .. فتابع : سأشاهدها اليوم لا تقلقي .
تشي يو ( بسرها ): اصمت فالمعلمة توزع الأوراق .
سونغمين ( بحزن ): ايششش حسنا .. حسنا .
مر على الامتحان قرابة النصف ساعة قلبت تشي يو الورقة
ثم قرأت السؤال بسرها .
تشي يو : تاريخ الحرب العالمية الأولى ؟
كان سونغمين ينظر إلى الطلاب واحدا تلو الآخر لكنه سمع
ما قالته فقال بردة فعل سريعة : 1914 .
تشي يو ( بصوت مرتفع ): يااااااا...
ابتلع سونغمين ريقه من حدة صوتها ، و كذلك المعلمة
و التلاميذ .
المعلمة : تشي يو ... هل هناك شيء؟؟؟
نظرت تشي يو إلى سونغمين بحقد ثم اتجهت بنظرها للمعلمة
و قالت بأدب : بيانهبنيدا معلمتي إنها ذبابة ..
بدأت تشي يو بالتلويح بيدها يمينا و يسارا و سونغمين يهرب
من ضربات يدها المتعمدة باتجاهه .
تشي يو ( و هي تشد على أسنانها ): ذبابة ... ذبابة ..
إيون هوا : اوه مسكينة أوني ..
وضع سونغمين إبهامه على شفتيه و قال : لن أكررها ... بيانيه ..
رمقته تشي يو نظرة غضب ثم عادت لتتابع الكتابة ، مرت
ربع ساعة أخرى لم يتبقى الكثير على وقت الامتحان لكن
مازالت تشي يو عالقة عند أحد الأسئلة ... ترددت كثيرا
لكن في نهاية المطاف قالت بسرها بصوت منخفض
: اوبااااا...
تقدم سونغمين خطوتين للأمام حيث كان خلفها و قال
: ممممم؟؟
تشي يو ( بسرها ): اوبا لقد وعدتني أمي إن أحرزت علامة
كاملة في هذا الامتحان ستسمح لي بالذهاب مع إيون هوا
إلى بوسان ..
سونغمين ( بتعجب ): اهااا.. و المطلوب ؟
تشي يو ( بحزن و بسرها ): أريد أن أعرف الإجابة لهذا السؤال ..
ابتسم سونغمين ابتسامة المنتصرين ثم نظر للسؤال و هو يقول
: ههه لقد علمت أنك ستحتاجينني فأنا الجني الخاص بكـ...
توقف عن الكلام ثم قال : ماذا يعني هذا السؤال ؟؟
نظرت له تشي يو باستهزاء فهو أيضا لم يعلم إجابته فقالت
بإحباط ( بسرها ): ايششش...
التفت برأسها للخلف قليلا ثم قالت بسرها : اوبا ... هل ترى
ذلك الشاب الذي يجلس هناك .
سونغمين : دييه؟!!
تشي يو : الذي يرتدي سترة سوداء .. بشرته بيضاء .
سونغمين ( باشمئزاز ): اها؟؟
تشي يو ( بسرها ): إنه الأكثر ذكائنا في فصلنا اذهب و
أعلم ما هي الإجابة .
سونغمين : ها ها ها هل تريدين مني أن أذهب له ..
تشي يو ( بسرها ): أوبا تشيبال ...
سونغمين : سأذهب و أجلب إجابة إيون هوا .
تشي يو ( بذعر و بسرها أيضا ) : ديييه آندوووية إن إيون هوا
قليلة الذكاء .. ايشششش.
قضت الفترة المتبقية و هي دقيقة تطلب منه أن ينفذ مطلبها
و دقيقة أخرى تحاول تذكر الإجابة .. لحظات حتى دق
جرس الحصة سلم الطلاب الأوراق إلى المعلمة و غادروا
حيث كانت هي المحاضرة الأخيرة .
تسير تشي يو في المقدمة و الغضب مرسوم على وجهها
فهو لم يحضر لها الإجابة و تركت الجواب فارغا ، أما
إيون هوا تسير في الخلف بجانب سونغمين و يتناقشون ببعض
الأسئلة ، تلتف تشي يو و تقول : إيون هوا ... أسرعي و
إلا تركتك و غادرت .
ابتسمت إيون هوا إلى سونغمين ثم شدت من خطواتها عند
البوابة ودعهم سونغمين و عدن الاثنتان كل إلى منزلها
ليتحضرن إلى الحفلة .
في القاعة الكبيرة يوجد العديد من الأشخاص بلباس متأنقة
و جميلة صوت ضحكات خفيفة تصدر بعد كل حين ، صوته
معلنا عن دخول الزوجين جعل الصمت يسود المكان فقط
النظرات من كان يتحرك حينها ، نظرات الضيوف المتوجهة
نحو العروسين العروس بلباسها الأبيض و بطاقة الورد
الزاهية في يدها يكسر ذاك اللون، بيدها الأخرى تمسك بيد
والدها لحظات حتى مدت يدها له أبتسم جون كي لها و تابع
الاثنان مسيرهما للمنصة .
كانت تشي يو واقفة و تصفق للعريسين و ملامح الدهشة مماثلة
للملامح المرسومة على وجهه إيون هوا .
إيون هوا: إنها في غاية الجمال .
تشي يو : أوبا جون كي إنه محظوظ .
كان أيضا سونغمين يقف بجانبهم : ممممم هيونغ دائما
اختياره مناسب.
تبادل الزوجان القسم ثم بدأت حملة التعارف و إلقاء السلام
جاء وويونغ من بعيد و قف بجانبهم ثم قال : إيون هوا
أريد منك مساعدتي ؟؟
إيون هوا : ديييه!!
وويونغ : الامتحان ... ألا تذكري؟
إيون هوا : هههه حسنا حسنا .. بيانيه اوني بيانيه اوبا
سنعود بعد قليل .
غادر وويونغ برفقة إيون هوا و بدأ بالتعريف عن نفسه
فهو الآن يعتبر شخصا مهمة لشركة والده كانت إيون هوا
تساعده و تشجعه للخوض في بعض الأحاديث ..
يقف الاثنان و ينظرون للضيوف عيونهم تجوب المكان .
ترفع تشي يو كأس العصير و ترتشف رشفة صغيرة
: ممم باشيتا ( لذيذ).
سونغمين : هل تستطيعين تميز الأشخاص ؟
تشي يو ( بتعجب ): دييييه؟!
سونغمين : أقصد بمجرد النظر إليهم ؟
تشي يو : لا أعتقد هذا هل تستطيع أنت ؟
سونغمين : أحيانا .
تشي يو و هي تتجه بنظرها نحو سيدة في منتصف العمر
بين يديها ( مروحة للهواء) تجلب الهواء لوجهها ترتدي
فستان باللون الأحمر طويل مكشوف الأكمام
: تلك ... أخبرني عنها ؟
سونغمين ( و هو ينظر لها بتمعن ): ممممم سيدة تقدس
عملها و مظهرها الخارجي بارتدائها للون كهذا أعتقد أن
هناك شيء ينقصها فهي تحاول جاهدة أن تجلب النظر لها
و بجلستها لوحدها مقصدها أن تلفت نظر شخصا واحد
فقط ... صمتت للحظات ثم تابع : انظري للرجل هناك
( أشر لها بيده ) إنها تسترق النظر له إنها معجبة به
لكنها تنتظر أن يتقدم هو بالأمر ...
تشي يو ( بذهول ): وااااااه إنك حقا جيدا في هذا .
يؤشر لها سونغمين على شاب يقف برفقة فتاة حسناء يرتدي
بذلة سوداء مخططة و ربطة عنق باللون الأحمر .
سونغمين : ذاك الشاب .
التفت تشي يو برأسها قليلا من دون أن تلفت النظر لها
و قالت : ما به ؟
سونغمين : تلك الفتاه يتحدث معها لكنه مرغما قد تلاحظي
ذلك من التفاته المتكرر ..
تشي يو : ممممم أعتقد هذا .
سونغمين : يبدو من النوعية السيئة فهو فقط ينظر للفتيات .
تشي يو : ايششش أكره المخادعين .
اعتذر الشاب من الفتاه التي كان يقف معها ثم بدأ يقترب شيئا
فشيئا من مكان وقوف تشي يو .
تشي يو : اوووه إنه يقترب من هنا .
سونغمين ( بقليل من الغضب ): تجاهليه .. لا تنظري له .
أنزلت تشي يو رأسها للأسفل تصطنع إصلاح ثنية الفستان
الذي ترتديه و هو فستان باللون الأسود قصير بأكمام
طويلة و تموج في الأسفل .
الشاب : عذرا آنستي ..
سونغمين : ايششش يا له من وغد .
تشي يو ( بسرها ): اوبا ... اوتوكاجو ؟؟ ( ماذا أفعل ).
الشاب : أعتقد أن الحفلة مملة ... آلا ترين ذلك ؟
ما زالت تشي يو صامته لكنها تحدث سونغمين بسرها : ماذا
أقول له إنه شخص لعوب ؟
كان سونغمين يضرب الشاب بكلتا يديه لكن لا أمل فهو شبح .
الشاب : هل نخرج خارجا فالجو لطيف ؟
تشي يو : ديييه؟!؟!
الشاب : هل هناك أحدا برفقتك ؟
سونغمين : قولي له أجل .
تشي يو بردة فعل سريعة : اجل ...
الشاب : ممم هل هو ..
سونغمين مسرعا : حبيبي .
تشي يو ( بعدم إدراك ): حبيبي .
ثم توسعت حدقتا عينيها سريعا و ابتلعت ريقها نظرت
لسونغمين ثم للشاب و تبسمت ببلاهة .
الشاب : أين هو .. لربما أعرفه .
سونغمين : اخبريه أنه في دورة المياه .
أغمضت تشي يو عينيها و قالت بارتباك
: إنه هنا .....
______________________________
نهايــة البارت الثامن ^^
نهايــة البارت الثامن ^^
رأيك يهمنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
استغفر الله العظيم وأتوب إليه