هذا أبيض .. أليس كذلك ؟!
( حياة جديدة )
ترفع الغطاء عن جسدها بحرص تمد يدها لتتحسس طرف السرير
و عندما تحصّـل مرادها تنزل قدمها و ثم ترفقها بالقدم الثانية
تشعر بدفء السجادة الموضوعة بجانب السرير ينتابها شعورا
بالسعادة من ذلك الملمس فهو ناعم إلى حد بعيد تتقدم خطوة للأمام
و هي تمد كلتا يديها تبحث عن شيء ما .
جيون : أين هي ؟؟
توقفت عن الحديث عندما اصطدمت يدها بالعصا ، التقطتها ثم
أخذت تتحسس الأرضية بواسطة هذه العصا .. العصا التي كانت
رفيقة دربها منذ ولدت و حتى الآن أي ما يقارب العشرون عاما
تابعت مسيرها إلى دورة المياه بخطوات بطيئة خشية أن
تصطدم بشيء ما .. لم ترى هذا العالم أبدا لا تعلم ما هي الحياة
ما هي الألوان كل ما تشاهده هو السواد لقد اعتادت على هذا
الوضع ، أحيانا تسأم من وضعها و يتملكها الحزن و أحيانا أخرى
تستمتع في لمس الأشياء بعناية و تشعر ببرودها أو بدفئها ، فتحت
باب دورة المياه و دخلت ، في زاوية غرفتها بعض المكعبات التي
تلعب فيهن عندما تمل كأنها طفلة صغيرة تكتفي ببعض الأشياء
المجردة ، بجانب هذه المكعبات مذياع صغير تستمع إلى النشرات
الإخبارية و الفنية و إلى الموسيقى العذبة التي تخرج نغماتها من
خلال النافذة الواسعة التي تسمح لأشعة الشمس بأن تضيء كل
ركن في الغرفة و كأنها سترى هذه الأشعة ! ... بجانب سريرها
دبدوب كبير يكون رفيقها في النوم فهي لا تستطيع النوم إلا و هو
بجانبها إنه هدية من والدها في يوم ميلادها الرابع تحتفظ به
منذ ذلك الحين.. تقدره و تعزه كما تحب والدها ... والدها لقد
عاش مهموما فلقد توفيت زوجته ( والدة جيون ) و هي تنجب
جيون أصر في بداية الأمر أنه لن يتقبل زوجة غيرها لكن
جيون صغيرة و تحتاج إلى أم تعتني بها فرضخ للأمر الواقع
و تزوج سيدة أرملة لديها طفله أكبر من جيون بـ سنتان و
اسمها روز .. لقد خرجت من دورة المياه ، إنها تتلمس الحائط
بيد و اليد الأخرى تتكئ على العصا ، عندما وصلت إلى سريرها
رفعت غطاء ساعة يدها و تفقدت الساعة
( ساعة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة )
فوجدت ان الوقت ما زال مبكرا فقررت أن تغفو قليلا رفعت الغطاء
من جديد تمددت تحته ثم غطت جسدها ، منذ سنتان حيث انتهت
من مدرستها أقنعتها زوجة والدها أن بالذهاب إلى الجامعة
سيجعلها محط سخرية و استهزاء كما كانت معظم حيتها في
المدرسة فلم يكن أحدا يكلمها و كأنها منبوذة فلبت طلب زوجة
والدها و قالت لوالدها أنها لا تحبذ الذهاب إلى الجامعة فوافق
والدها على قرارها و منذ ذلك الوقت و هي تلازم المنزل ، لنخرج
من غرفتها قليلا منزلهن يطفوا عليه طابع البساطة لكنه يشع
بالبرود كأنه مهجور او ربما هذا فقط الممر المؤدي إلى غرفة
جيون فعندما تمشي القليل من الخطوات تسمع صوت موسيقى
صاخبة تخرج من إحدى الغرف .. إنها غرفة روز الفتاه المدللة
تحصل على كل شيء تريده و إن كان ليس لها ترفض أن
ترافقها جيون إلى أي مكان خشية أن ينظر الناس لها بشفقة
أنها تمشي برفقة فتاه عمياء فدائما تتحجج بحجج واهية للتخلص
من جيون نلتف لليمين حيث المطبخ تجلس زوجة والدتها أمام
الطاولة و تقطع الفواكه إنها ساعات الصباح لكنها لا تسأم أبدا
من دعوة صديقاتها و نساء الحي لشرب الشاي و تناول الفواكه
عندها مثل كل يوم تزوجت و هي صغيرة بالسن من شاب لم تحبه
أبدا أنجبت منه فتاه ( روز ) و شاء القدر أن يصاب بمرض و
يموت و كأن القدر استجاب لدعواتها المتواصلة في التخلص
منه فهي سيدة تحب الخروج و التسوق ، أن تشتري كل شيء تريده
كالمراهقات وجدت الراحة مع والد جيون الطيب فتستغله دائما
بكلامها المعسول و تحقق مرادها رفعت رأسها عن الإناء عندما
بدأ جرس الباب يطرق كالمجانين اتجهت مسرعة له و فتحته
ارتسمت على وجهها ملامح الصدمة .
الزوجة : اووووه لمَ عدت ؟!
الزوج ( و الدموع بعيناه ): لقد ... لقد وجدوا متبرع لـ جيون .
ابتلعت ريقها و قالت بغضب : كل هذا الإزعاج بسبب ..
لم تكمل كلامها فقد اتجه الوالد سريعا إلى غرفة جيون و قلبه ينبض
بسرعة من شدة الفرح فتح الباب سريعا و قال بحماس
: جيوني ...
تحركت جيون بالسرير لكنها لم تستيقظ بعد ، اقترب منها أكثر و الدموع
في عيناه جلس على طرف السرير وضع يده على ظهرها و بدأ بإيقاظها .
الوالد : جيوني ..استيقظي لقد جئت بخبر مفرح .
سمعت جيون صوت والدها فارتسمت البسمة على وجهها فنهضت و
عدلت من جلستها مدت يدها إلى وجه والدها و بدأت تتحسسه .
جيون : ابا.
الوالد : دييه يا بنيتي .
جيون : لم عدت باكرا ؟. صمتت عندما شعرت بالدموع تغطي
وجه فتابعت بخوف : ابا ما بك ؟! هل هناك شيء؟!
رفع الوالد يده و أمسك بيدها : لقد وجدنا متبرع بقرنية .
جيون ( بذهول ): ديييه؟!
الوالد : صدقيني .. لقد اتصل بي المشفى و أنا بطريقي إلى العمل
فعدت مسرعا لأخبرك بذلك.
بدأت نبضات قلب جيون تنبض بقوة تجمعت الدموع في عيناها
قالت بصوت يرتجف : تشنشا ... هل سأستطيع أن أراك و
أرى أوموني و أوني ؟؟
الوالد ( و قلبه يتقطع على طفلته ): ممم ستشاهدين الكثير أيضا ، الناس
و الشوارع و الألوان و كل شيء في هذه الحياة ...
ضمت جيون والدها بقوة قبل أن ينهي كلامه و جسدها يرتجف
ربت والدها على ظهرها برفق و هو يقول : ستشاهدين كل
شيء .. ستشاهدين كل شيء.
جيون : كوموو أبا .
الوالد : ما رأيك أن نذهب للحديقة .
ابتعدت جيون عن والدها و قالت بفرح : تشنشا .. أجل أجل لنذهب .
الوالد : حسنا .
نهض متجها نحو خزانة ملابسها أخرج منها فستان باللون الأزرق
ثم عاد و وضعه بين يدين جيون و قال
: بدلي ملابسك إنني أنتظرك خارجا دييه .
جيون ( و هي تتلمس الفستان برفق ): دييه آبا .
بدلت جيون ملابسها و ارتدت الفستان فتحت درجها و أخرجت
منه ربطة شعر كانت باللون الأحمر لكنها لا تعرف ما لونها
أساسا ، رفعت بها شعرها ثم خرجت من الغرفة .
جيون ( و هي تغلق باب غرفتها بكلتا يديها ): آبا إنني جاهزة .
مد والدها يده نحو الباب و أغلقه بعد أن أمسك يديها بيده الأخرى
: لنذهب.
خرجت جيون و والدها و سارا باتجاه حديقة الحي لا تبتعد عن
منزلهم كثيرا سوا بضع خطوات حينما كانا يسيران انتبه والدها
لربطة شعرها فطلب من جيون أن تتوقف قليلا .
جيون ( بشك ): وييييه؟!
الوالد : انتظري .
جيون : حسنا .
مد والدها يده و أزال ربطة الشعر ثم فرد خصلات شعرها على
أكتافها و الدموع تتجمع في عيناه .
جيون : ويييه ؟؟ إن الجو حار .
الوالد : هكذا أجمل .
جيون ( بفرح ): حقا .. إذا سأجعله منسدل دائما .
الوالد : ممممم لنكمل مسيرنا .
عاد الاثنان للسير و الوالد يمسك بجيون من يد و اليد الأخرى لها
تمسك العصا خاصتها.
جيون : ابا هل سيغضب مديرك في العمل من تغيبك ؟
الوالد : أعتقد هذا لكن لا مشكلة ... خبر مثل هذا يجب أن نفرح به .
جيون ( بحزن ): لكنك ستعاقب .
الوالد : ههههه إنني معاقب على كل حال .
جيون : ديييه ؟
الوالد : بعد يوم عمليتك بثلاث أيام سأسافر إلى اليابان و ابقَ هناك لمدة شهر .
جيون : ايششش هذا محزن .
الوالد : سألاعبك على الأرجوحة ...
جيون : آنيا آنيا لا أريد .
الوالد : هههههه لا زلتي تخافينها .
جيون ( بإحباط ممزوج بحزن ): ممممم.
بعد اسبوع و تحديد بعد الانتهاء من العملية كانت جيون تستلقي
على سرير أبيض في المشفى و بجانبها يجلس والدها على
الكرسي كانت تضع شاشة بيضاء على عيناها تنتظر أن يأتي
الطبيب و يزيله لحظات حتى فتح الباب دخل الطبيب بملابسه
البيضاء و برفقته اثنتان من الممرضات وقف أمام سريرها و
بين يديه ملف فيه أوراق تخص وضعها الصحي .
الطبيب : كيف أصبحتِ الآن يا جيون ؟
جيون و هي تشد على يد والدها : مممم إنني بخير .
الطبيب : سنزيل الشاش الآن هل أنتي مستعدة؟
جيون ( بارتباك ): إنني خائفة .
زاد والدها في ضم يدها و قال : لا داعي للخوف .
الطبيب : مثلما قال والدك لا داعي للخوف فالآن ستشاهدين ما لم
تشاهديه طيلة العشرين عاما يجب أن تكوني سعيدة .
اقتربت إحدى الممرضات و أمسكت بيدها الثانية قالت بصوت
هادئ و حنون : إننا بجانبك لا داعي للخوف .
ابتسمت جيون تلقائيا و قالت : لم أعد خائفة .
ضحك جميعهم على كلامها ثم طلب الطبيب من الممرضة الأخرى
أن تمسك الملف ثم أقترب أكثر و بدأ يزيل الشاش دورة بعد
دورة كانت جيون تشعر بحرارة تخرج من عينها لكنها بدأت
تختفي شيئا فشيئا حتى أزيل الشاش كاملا .
الطبيب : لقد انتهيت بإمكانك أن تفتحي عيناكِ.
ما زالت جيون مغمضة عيناها و دقات قلبها تكاد تكون مسموعة
لمن حولها من شدة التوتر و الخوف .
الوالد : هيا يا صغيرتي ..
بدأت جيون تفتح عيناها شيئا فشيئا لقد رأت شيئا آخر غير اللون
الأسود الذي طوقت به منذ ولادتها إنه لون جميل ناصع لم تعلم
ما لونه لكنه كان منتشرا بكل مكان فملابس الطبيب و الممرضتين
ثم الضوء المنشق من النافذة كلها بنفس اللون شعرت بأن
هذا الشيء ليس ملكها ليس مكانها فعالمها ممتلئ بالسواد
الحالك كان ينظرون لها و الابتسامة لا تفارق وجوههم لم تكن
تشاهدهم بوضوح بعد زاد الخوف في قلبها لرؤية هذا العالم بالفعل
تخيلت و فكرت كثيرا كيف سيكون العالم خارج نقطة السواد
التي عاشتها لكنها لم تتخيل أبدا أن يكون هكذا عادت و أغمضت
عيناها و شدت على يد والدها أكثر .
الطبيب ( بقلق ) : ما بك .. هل تتألمين ؟!
الوالد : جيوني ، هل هناك شيء.
جيون : آنيا ...أريد أن أنام قليلا .
الطبيب : هل شاهدتنا ؟ يجب أن نطمأن على حالتك .
جيون : ممم لقد شاهدتك إنك وسيم للغاية .
ابتسم الطبيب لسذاجتها و قال : حسنا كما تريدين عندما ترتاحي
سأعود و أقيم وضعك سنخرج الآن .
جيون ( و ما زالت مغمضة عيناها ) : ديييه ..كومابسمنيدا .
خرج الطبيب و الممرضتين من الغرفة أقترب والدها منها أكثر
و قال بقلق : هل هناك شيء يؤلمك ؟
فتحت جيون عيناها من جديد ثم اتجهت بنظرها نحو والدها و
نظرت له و الدموع تنهمر من عيناها كالشلال.
جيون : أريد أن تكون أنت أول من أراه .
الوالد ( بابتسامة ممزوجة بالدموع ): فتاه حمقاء ... لقد قلقت عليكِ .
مدت جيون يديها لوجهه و بدأت تنظر و تتلمس ملامحه التي قد
بدا يطفوا عليها الكبر .
جيون : مممم إنك أجمل بكثير مما تخيلتك .
الوالد : انتظري قليلا .
وقف الوالد و اتجه بيده نحو الحقائب خاصتها أخرج منهن مرآة
و مدها نحوها قائلا : لكنك أكثر جمالا .
أمسكتها بكلتا يديها ارتعبت لأنها شاهدة فتاه بالمرآة قالت بذعر
: ابا من هذه ؟!
الوالد ( بابتسامة ): إنها أنتي .
جيون ( و قد اتجهت بنظرها نحو والدها ) : دييييه لقد كانت اوني
تجلس أمام المرآة لوقت طويل و كلما سألتها لماذا تخبرني
بأنها تنظر إلى نفسها .
أشار لها الوالد بان تنظر إلى المرآة و قال
: أنظري هنا .
اتجهت جيون بنظرها نحو المرآة و بدأت تتمعن في وجهها و
تتلمس بيدها ملامحها .
جيون : اوووه إذا لون فمي يختلف عن بقية وجهي .. ابا أنظر
هنا ( و هي تشير إلى وجنتيها ) و هنا أيضا لون
مختلف .. أمر غريب !!
ينظر لها و قلبه يرقص فرحا لأنها أصبحت ترى ما حولها
قطع تفكيره صوتها من جديد .
جيون : ابا .. ما لون ثوب الطبيب و الممرضتين و
( أشارت إلى غطاء السرير ) و تابعت : و هذا ؟؟
الوالد : إنه اللون الأبيض .
جيون : إنه معاكس للأسود تماما .
الوالد : ممم صدقتي فالأسود و الأبيض لونان متناقضان
إلى أبعد مدى .
جيون ( بملامح طفولية ): ابا إنني أكره اللون الأسود .. سيكون
لوني المفضل من الآن فصاعدا هو اللون الأبيض .
الوالد : حسنا كما تريدين .
جيون : هل يحدث نزاعات بين الألوان كما الدول ؟!
الوالد : هههههه آنيا ما كان علي أن أسمح لك بالتعلق بالأخبار السياسية .
جيون : وييه . أعادت النظر إلى المرآة و قالت : إن حصل نزاع سأقف
مع اللون الأبيض في وجه اللون الأسود .
مسح الوالد دموعه و قال بفرح : دييه و أنا سأساعدك .. الآ
تريدين العودة للمنزل ؟
جيون : اوووه اجل اجل لقد تأخرنا على اوموني و أوني .
وضعت المرآة على طرف السرير ثم نزلت عنه اتجهت هي و
والدها إلى الحقائب و بدأا بترتيبها و أسئلتها المتكررة لم تتوقف أبدا .
ما لونه ؟؟
ما هذا الشكل ؟؟
اوووه هل هذه سترتي حقا إنها جميلة ؟؟
ما هذه الصورة ؟؟
_______
هناك و في غرفة واسعة بطلائها البني الفاتح ، يستلقي بجسده
على السرير لقد عاد من عمله قبل قليل أخذ حمام دافئا و تناول
وجبه طعام خفيفة ثم اتجه إلى سريره و استلقى عليه طلبها على
الهاتف كالعادة و بدأ بمحادثتها و السرور على وجهه يختفي
كل تعبه عندما يسمع صوتها لقد تعرف عليها قبل سنة وجد
فيها الفتاه اللطيفة و المؤدبة لا تتكلم مع شبان غيره لأنها تعتبر
هذا نوع من الإخلاص و هو بطبعه الغيور كانت هي أنسب
فتاه له رسم معها مشاريع مستقبليه كزواج و إنجاب أطفال
و استمرارهم بالحياة برفقة بعضهم البعض .
هيتشول : يابوسايو .
سيرا : يابوسايو اوبا .. كيف كان يومك ؟
التف هيتشول إلى الجهة اليمنى و قال براحة
: مممم لم يحدث الكثير لقد أعجب رئيسي بالعمل بالتقرير
الذي أعددته و منحني مكافأة .
سيرا : تشوكاهيه اوبا إنك رائع بكل شيء ، هل تناولت عشائك ؟
هيتشول : وييه؟
سيرا : ممم إنني جائعة و أتوق لمشاركتك الطعام لقد مر يومان
على آخر لقاء لنا .
هيتشول ( بفرح ): تشنشا .. صمت قليلا يحاول أن لا يظهر فرحه
أو بالأحرى أن يدعي الثقل ثم قال بهدوء : لا لم أتناوله ..
سيرا : ممم لنلتقي في مطعمنا إذا .
هيتشول ( بسره ): اساااا . تابع بصوت مسموع : نصف ساعة و أكون هناك .
سيرا : دييه اوبا سأغلق.
هيتشول : سارانيه .
أغلقت سيرا الهاتف سريعا بعد أن سمعت جملته الأخيرة ، أما هو اتجه
نحو خزانة الملابس و أخرج بعض الملابس ، من النادر أن تطلب
سيرا لقاء بينهم إنها متحفظة بعض الشيء بالرغم أنه ينزعج أحيانا
من انطوائها إلى أنه يعشق هذا النوع من الفتيات الساذجات فيهن
طيبة جميلة تطمئن قلب من يكون بجانبها ، ارتدى ملابسه سريعا
ثم خرج من منزله و قاد سيارته إلى مكانهم المعتاد .
^ هيتشول شاب بعمر 25 سنه يعمل في مكتب للصحافة يعتبر
صحفي مميز و مجتهد دائما يأتي بما هو جديد من أخبار لا يتعامل
مع أي شخص فهو يحب الأناس الطيبين و غير المتكبرين يرتاح
قلبه معهم ولذلك وقع بحب سيرا التي تبدو كالأطفال في تصرفاتها
و تعتبر ساذجة إلى حد بعيد .^
دخل المطعم كانت تجلس على المقعد ترتدي ثوبا أحمر اللون مكشوف
الأكمام و شعرها منسدل ليغطي أكتافها اتجه إليها و قلبه ينبض
بقوة لجمالها ، قال بصوت منخفض بجانب أذنها : لقد جئت .
التفت له و نظرت له نظرة طفولية قائلة :أوبا لقد أخفتني .
سحب المقعد المقابل لها ثم جلس و الابتسامة ترتسم على محياه .
هيتشول : بيانيه .
سيرا ( بابتسامة ) : لا عليك .. ماذا نأكل ؟
هيتشول : مممم ماذا تفضلين ؟
سيرا : الدجاج المشوي .
هيتشول : حسنا .. لنأكل الدجاج المشوي .
طلب هيتشول من النادل الطبق الذي يريدانه برفقة بعض المقبلات
و السلطات غادر النادل ليحضر طلبهم تبادلوا الحديث حتى جاء
الطعام تناولوا الطعام بفرح ثم غادروا المطعم ، صعدت سيرا
بالمقعد بجانب مقعد هيتشول ليوصلها إلى منزلها ، شغل هيتشول
محرك السيارة ثم أدار موسيقى هادئة و اتجه إلى منزلها .
هيتشول : حسنا إذا سننجب ثلاث فتيات و ثلاث أولاد .
سيرا ( بإحراج ): اوبا إنك تحرجني .
هيتشول ( و هو يخفي ضحكاته ) : انيا انيا سأصبح زوجك و هذا ما أريده .
سيرا : ايشش إن تفوهت بهذا الكلام مرة ثانية لن أخرج معك مرة ثانية .
هيتشول ( بعد أن ابتلع ريقه ): حسنا .. لن امزح بهذا المواضيع
من الآن فصاعدا .
صمت الاثنان للحظات ثم قال هيتشول : لا زلت أحبك .
ضربته سيرا على رأسه ضربه خفيفة و قالت : ايششش.
وصلت سيرا رسالة نصية اعتذرت من هيتشول و التقطت الهاتف
ارتبكت عندما قرأت مضمون الرسالة لكنها ابتسمت سريعا عندما
نظر لها هيتشول .
هيشتول : هل هناك شيء؟؟
سيرا ( بابتسامة مصطنعة ): آنيا إنها من والدتي تخبرني أنني تأخرت .
هيتشول : اوووه سأزيد من سرعتي لا تقلقي .
سيرا : دييييه.
صمتت للحظات ثم قالت بشك : اوبا ماذا جرى بشأن قضية
اختلاس الأموال من شركة كيم ؟
هيتشول ( و هو ينظر إلى الطريق ) : إنني قائم عليها لقد انتهيت
من 70 % من التقرير . تحولت ملامحه للجد و قال بحزم
: عندما أنتهي منه سأقدمه إلى وزير التجارة .
سيرا ( بقلق ) : مممم
هيتشول : يعتقدون أن بأموالهم يستطيعون شراء أفواه الناس .. سنة
كاملة و أنا أبحث عن مستندات و أوراق تثبت تزويرهم و اختلاسهم ، لن
أجعلهم يحصّـلون مرادهم .
سيرا : مممممم .
رسم هيتشول ابتسامة على وجهه و قال و هو يطفأ محرك السيارة
: لقد وصلنا ..اعتذري من أوموني نيابة عني ديييه .
سيرا ( بابتسامة ): بالطبع اوبا .
خرج الإثنان من السيارة فاقتربت منه سيرا و طبعت قبله على خده
و غادرت سريعا تخدر هيتشول في مكانه فأفعالها أصبحت جريئة
مؤخرا، ابتسم براحة و دقات قلبه باتت مسموعة وضع يده على
قلبه قليلا ثم اتجه إلى سيارته و انطلق عائدا إلى منزله .
دخل منزله وضع مجموعة مفاتيحه على الطاولة اتجه إلى البراد و
أخرج علبة ماء وبدأ يشرب منها رشفات متباعدة و ما زالت البسمة
على شفاهه ، توقف عن الشرب عندما بدأ هاتفه بالرنين أخرجه
من جيبه و أجاب .
هيتشول : يابوسايو .
كانغ إن : انيو هيتشولي ، أريد منك معروفا .
هيتشول ( بتعجب ): ديييه .. ما هو ؟
كانغ إن : لدي موعد في نهاية الأسبوع و أريد منك أن ترافقني .
هيتشول ( بغضب) : ياااا موعد جماعي مجددا ؟
كانغ إن : يششش أعلم أنه أمر سخيف لكن أرجوك .
هيتشول : تعلم أنني مرتبط .
كانغ إن : لم توافق هانا إلا أن يكون جماعيا ماذا أفعل لك .
تغيرت نبرة صوته للحزن و قال : تشيبال هيتشولي .. تشيبال .
هيتشول : ايشششش حسنا حسنا سأكلمك غدا لقد تأخر الوقت .
أغلق هيتشول الهاتف عاد إلى غرفته وضع نفسه على السرير و قد
تناسى أمر كانغ إن فقط ما يفكر به هو سيرا لحظات حتى تذكر
أمرا بشأن القضية فاتجه نحو جهازه المحمول و بدأ بالبحث
و العمل عليه .
في نهاية الإسبوع يجلس كانغ إن و هيتشول على المقاعد الخشبية
ينظرون قدوم هانا و صديقتها ملامح الملل و تأنيب الضمير ترافق
هيتشول كلما تذكر سيرا ، أما كانغ إن ففي كل لحظة يتأكد من هندامه
يبدو على وجهه التوتر إنه صديق هيتشول في مكتب الصحافة مجتهد
مثله و يعشق عمله ، ارتسمت ابتسامة على وجه كانغ إن عندما شاهد
هانا تسير مقتربة ترتدي فستان باللون الأزرق المنقط بالورود
البيضاء و ترفع شعرها بربطة شعر بيضاء اقتربت منهم أكثر ثم ألقت التحية .
هانا : انيوهاسايو .
كانغ إن ( بابتسامة ): أنيوهاسيو .. تفضلي بالجلوس .
أشار إلى هيتشول بأن يلقي التحية عليها .
هيتشول ( ببرود ): انيوهاسايو .
هانا : بيانيه لم تتمكن صديقتي من الحضور بسبب ظرف ما .
هيتشول ( بسره ): سأقتلك أيها الراكون .. اصطنع ابتسامة و قال
: انيا لا مشكلة .
هم بالرحيل لكن صوت كانغ إن أستوقفه حيث نهض عن المقعد و
اتجه إليه بعد أن أخبر هانا بأن تنتظر قليلا .
كانغ إن : يا إلى أين أنت ذاهب ؟
هيتشول : سأذهب للمنزل أرتاح قليلا .
كانغ إن : هل فقدت عقلك يجب أن نذهب إلى السيد بارك
على الساعة الثامنة .
نظر هيتشول إلى ساعة يده إنه الساعة السادسة لن يستطيع الذهاب
للمنزل و العودة فإن ذلك مضيعة للوقت فقط فقل بغضب
: ايششش حسنا سأنتظر هنا .. لكن .
ابتلع كانغ إن ريقه بخوف و قال : لكن .. ماذا ؟!
هيتشول : ستطبع نسخة من تقرير معمل الحلويات .
كانغ إن : ايششش حسنا أيها المخادع .
ابتسم هيتشول ثم ربت على كتف كانغ إن فطبع نسخ للتقارير
أكثر شيء يكره هيتشول و يجده ممل للغاية فدائما يحاول أن
يجعل شخص آخر بان يقوم بهذا العمل ، عاد كانغ إن إلى هانا
أما هيتشول اخذ يمشي بالحديقة حتى وصل إلى مقعد تحيطه
شجرة كبيرة تحميه من أشعة الشمس وضع النظارات الشمسية
على عيناه و أغلقهن بعد أن رخا جسده .
ترتدي ثوب أبيض قصير بأكمام طويلة شعرها الحريري منسدل
على أكتافها ، تمشي بخطوات بطيئة تحاول أن تكتشف كل شيء
في الحديقة إنها تأتي إلى هنا كثيرا و أصبحت تأتي كل يوم
منذ أسبوع أي منذ أن أصبحت ترى ، تنظر إلى الورود و إلى
المارة إلى الأشجار حين و حين ترفع نظرها للشمس قليلا ثم
تهرب منها و تغطي عيناها بكلتا يديها خوفا من الأشعة الساطعة
فرهاب أن تفقد بصرها لا ينفك عنها أبدا اتجهت خلف شجرة
لتحتمي من أشعة الشمس ، شعر بوجود شخصا بجانبه فتح
عيناه شاهد فتاه تنظر له مباشرة لقد كانت قريبة منه كثيرا ابتلع
ريقه خوفا فبسبب قربها أصبح وجهها كبيرا أزال النظارات
الشمسية عن عيناه نظر لها حيث كانت ابتسامة بريئة ترتسم
على وجهها و عيناها تتلألئان ، قالت بصوتها الطفولي.
جيون : هذا أبيض .. أليس كذلك ؟!
عدل هيتشول من جلسته ثم اتجه بنظره نحو المكان الذي تشير له
بسبابتها حيث قميصه ذا اللون الأبيض ، أعادت جيون السؤال
بنفس النبرة : هذا باللون أبيض .. أليس كذلك؟!
أشارت إلى الفستان الذي ترتديه و قالت : مثل هذا ، أبيض.
وقف هيتشول على قدميه و قال باستهزاء : دييييه .. ثم أشر إلى
بنطاله و قال : و هذا أزرق .
جيون ( بسذاجة ) : اووه إنه لون صعب .
هيتشول ( ببرود ): هل أنتي حمقاء كيف يكون اللون صعبا ؟!
جيون ( بحزن ) : لم أحفظ سوا الأبيض و الأحمر و ..
هيتشول : و ماذا ؟!
جيون : لون أكرهه لا أريد أن أقوله .( تقصد اللون الأسود)
انفجر هيتشول ضاحكا من كلامها : ههههههههههههه حمقاء .
تحولت ملامح جيون للغضب و قالت : أنا لست حمقاء هل فهمت .
توقف هيتشول عن الضحك بعثر خصلات شعره بيده و قال
: بيانيه لم أقصد .
جيون : و أيضا أكره كلمة حمقاء فدائما أوما و أوني يلقبنني
بها أنا لست حمقاء .
هيتشول : حسنا .. حسنا لستِ حمقاء .
نظرت جيون إلى بنطاله من جديد و قالت : أزرق ... هذا اللون الأزرق.
هيتشول : ما أسمك ؟
جيون : اسمي جيون ... جي يوون.
هيتشول ( و هو يخفي ضحكاته ): دييه و أنا هيتشول .. هيت شوول.
جيون : هيتشول اسم جميل .
هيتشول : فلتجلسي .
جلست جيون على المقعد و هي تقول : اووه لقد تعبت حقا و
أن أهرب من الشمس .
هيتشول : تهربي من الشمس ؟!
جيون : مممم لقد أخبرني الطبيب أن لا أقف في الشمس كثير . صمتت
للحظات ثم تابعت : لن أصادق الشمس إنها مزعجة .
تعجب هيتشول من تصرفاتها لكن لا يوجد حل آخر سوا أن يبادلها
الحديث حتى تمضي الساعتين .
هيتشول : هل أنتي برفقة أصدقائك هنا ؟
جيون : آنيا لا يوجد لدي أصدقاء سوا أوني روز .
هيتشول : فقط واحدة .
جيون : اجل ، إنها أختي .
هيتشول : يجب أن يكون لديك الكثير من الأصدقاء .
جيون ( بحزن ) : اوبسو ( لا يوجد ) .
هيتشول : مممم حسنا سأكون صديقك هل توافقين ؟
جيون : وااااه تشنشا !؟!
هيتشول : هههه أجل سنكون أصدقاء .
جيون : و ماذا يجب علي أن أفعل ؟
هيتشول :بماذا ؟!
جيون : لأننا أصبحنا أصدقاء .
هيتشول : مممم الأصدقاء يستمعون لكلام بعض و لهموم بعض .
جيون : هموم !!
هيتشول ( بسره ): هل هي حمقاء فعلا ؟!
نظر لها بتمعن ثم قال و هو يؤشر إلى رأسها
: هل هناك شيئا في عقلك ؟؟
جيون ( بفرح ): باتا .. إنها ربطة شعر جديدة أول ربطة شعر
أنتقيها بنفسي هل هي جميلة ؟ إنها باللون الأحمر .
هيتشول ( بضيق صدر ) : وووواااه يا إللهي ... ما هذا .
جيون : سأخبرك قصة .
هيتشول ( بسره ): يجب أن أتخلص منها .تابع بصوت مسموع و
هو يقف : آنيا لا أملك الوقت يجب أن أغادر .
جيون ( بحزن ): لكنك قلت أن الأصدقاء يسمعون لكلام بعض .
شعر هيتشول بالحزن عندما شاهد ملامح وجهها البريئة فعاد و جلس .
هيتشول : حسنا أخبريني .
جيون ( بإحراج ): لقد كذبت عليك .
هيتشول ( بصدمة ): ديييييه؟!؟!
جيون : لا يوجد لدي قصة لأقصها عليك لكن أريد أن تخبرني ماذا
تعني كلمة الهموم ؟!
رمش هيتشول بعيناه مرتين ثم ابتلع ريقه و قرر أن يجاريها
بكلامها فقال : الهموم تعني الأحزان .. أن تكون تشعر بالضيق
بسبب شخص ما أو شيء ما .
جيون : ممم إنني أشعر بالضيق بسبب معاملة اوموني لي .. و كذلك أوني .
هيتشول : لم أفهم ؟!
جيون : اليوم خرجت من غرفتي حيث كانت أصواتهن في أنحاء المنزل .
هيتشول : من هن ؟!
جيون : صديقات أوموني ...
هيتشول : ديييه و ماذا حصل؟
جيون : عندما شاهدنني توقفوا جميعا عن الكلام ثم طلبت اوموني
من روز أوني أن تعود بي إلى غرفتي فأعادتني عنوة .. كنت
أريد أن أجلس معهم و أحادثهم .
هيتشول : ماذا فعلتي بعدها ؟!
جيون : خرجت من الباب الخلفي و جئت إلى هنا .
هيتشول : هل منزلك قريب من هنا ؟
وقفت جيون و بدأت تؤشر بيدها إلى البنايات المقابلة للحديقة .
جيون : تلك .. تلك البناية .
وقف هيتشول و نظر إلى مكان تأشيرها كانت البنايات متشابهات
إلى حد بعيد .
هيتشول : التي عليها خط باللون الأزرق؟
أنزلت جيون يدها و قالت بحزن : لم أحفظ اللون الأزرق بعد .
هيتشول : ستصيبينني بالجنون .. إنك حمقاء بلا شك، لقد علمت ما
هو الأزرق قبل قليل.
تجمعت الدموع في عيناها و قالت : لست حمقاء .. سقطت دموعها
على وجنتيها و هي تردد : لست حمقاء .. لست حمقاء .
صُدم هيتشول من دموعها فاقترب منها و قال بصوت منخفض
: بيانيه .. لن أكررها مرة ثانية إنني أعدك .
مسحت جيون دموعها ثم عادت و جلست على الكرسي و قالت
: أنت الأحمق .
ضحك هيتشول على براءتها ثم جلس بجانبها أخرج من جيبه
هاتفه و بحث عن صورة فيها لون أزرق ثم منحها الهاتف و قال
: هذا هو اللون الأزرق تماما مثل لون البحر و السماء .
نظرت جيون إلى السماء و قالت : دييييه .. السماء زرقاء ، الأزرق لون لطيف.
هيتشول : ههههه .. ألن تخبريني لماذا لا تميزين الألوان ؟
جيون : آنيا .. لن أقول حتى لا تستهزئ بي .
هيتشول : ديييه ؟!
جيون : آنيا فجميع الأشخاص حين يعلمون أنني عمياء .. أقصد
أنني كنت عمياء يستهزئون بي .... لذا لن أخبرك .
انفجر هيتشول ضاحكا لأنها بالفعل أخبرته السبب عبست جيون
من جديد ، إستفاق هيتشول على نفسه ثم قال بصدمة
: كنت عمياء ؟!
جيون : ديييه .
هيتشول : منذ متى ؟
جيون : منذ ولدت .
إبتلع هيتشول ريقه و قال بحزن : تشنشا .
جيون : اجل .. اجل .
هيتشول : لم تري أي شيء مسبقا .. أي شيء ؟
جيون : ياااا لقد قلت لك ذلك .. لم أشاهد أي شيء من قبل .
هيتشول : بيانيه لم أقصد ذلك لكن الأمر غريب فقط .
نظرت جيون إلى الأرضية بحزن ، شعر هيتشول بالحزن عليها
التف إلى جانبه فشاهد وردة حمراء اقتطفها ثم وضعها أمام عينا جيون .
جيون : وااااه إنها وردة .
هيتشول : إنها لك .
جيون ( بفرح ): تشنشا .
اقتربت منه سريعا ثم قبلته على خده ، رمش هيتشول بعيناه
مرتين متعجبا من موقفها ابتلع ريقه ثم نظر لها حيث كانت قد
انشغلت بالنظر إلى الوردة .
هيتشول : ما الذي فعلتيه قبل قليل ؟!
جيون ( فقط تنظر إلى الوردة ) : إنها حقا جميلة .
بدأ هيتشول بالنفخ في الهواء : اوه يا لها من فتاه غريبة .
قربت جيون الوردة من أنفه و قالت : رائحتها عطرة للغاية .. اشتمها .
أبعد هيتشول الوردة عن أنفه بغضب و قال
: ياا لا تفعلي هذا مرة ثانية ديييه.
جيون ( بإحباط ) بعد أن أبعدت الوردة عنه : بيانيه لا أكلم
الناس كثيرا لذلك لا أتقن الكلام و التصرف جيدا .
نظر لها هيتشول بتعجب فلقد بدأت الدموع تتجمع في عيناها من
صوته المرتفع لم يستطع أن يتماسك فانفجر ضاحكا .
جيون : بيانيه.
هيتشول : لقد أصبحنا أصدقاء ستطيعين إجادة الحديث... سأعلمك .
جيون ( بابتسامة ) : كوامسمنيدا .. هيتشول شي .
هيتشول : ههههه كم تبلغين من العمر ؟
جيون : 20 عاما .
هيتشول : انا25 عاما .
جيون : اوووه إنك صغير.
هيتشول ( بتعجب ) : و هل أبدو كبيرا ؟!
جيون : قليلا .. لقد توقعتك بالثلاثين .
هيتشول ( بغضب) : ياااااا.
جيون : إنك صديقي و يجب أن أخبرك الصدق دائما .
هيتشول : ايششش.
صمت الاثنان عندما بدأ هاتفه بالرنين التقطه من بين يديها بعد أن
نسيته عندما كانت تنظر إلى اللون الأزرق و قال
: عن إذنك قليلا .
هيتشول : يابوسايو .
سيرا : انيو اوبا .. ماذا تفعل ؟
كانت جيون تلصق أذنها بجانب الهاتف لتسمع الحديث يحاول
هيتشول أن يبعدها بدفعها بطرف يده لكنها تعود و تلصق رأسها .
سيرا : اوبا ؟؟
هيتشول ( و هو ينظر إلى جيون بقليل من الغضب ): اها ..دييه سيرا
إنني أستمع لك .
سيرا: اوبا سآتي لأقضي الليلة برفقتك فوالدتي لن تنام في المنزل
و أخاف أن أنام لوحدي .
ابتلع هيتشول ريقه و قال بذعر : دييييه؟!!!
سيرا ( تدعي الحزن ): مممم حسنا إن كنت لا تريد سأذهب
و أنام بمنزل صديقتي .
يبعد هيتشول رأس جيون عنه و مشاعره متخبطة فمن المستحيل أن
تطلب سيرا مثل هذا الطلب .
هيتشول ( بسره ): اوووه ما الذي جرى لها ؟!
سيرا : أوبا ؟؟
هيتشول : ديييه .. حسنا إنني أنتظرك لكن سأتاخر قليلا يجب أن
أمر على مكتب السيد بارك .
سيرا : السيد بارك .. ويييه؟!
يشير هيتشول إلى جيون بأن تهدأ قليلا ثم تتحول ملامحه إلى
الحزن ليستعطف قلبها فتجلس على المقعد بهدوء أخيرا.
هيتشول : من أجل شيء ما سأخبرك لاحقا .. يجب أن أغلق الآن .
سيرا : دييه أوبا ..سارانيه .
هيتشول ( بارتباك ): نا دو .
أغلق الهاتف ، أبعد هيتشول الهاتف عن أذنه و نظر له بابتسامة
عريضة و قد تناسى أن جيون تجلس بجانبه كل ما يفكر به هو سيرا .
جيون : هل هي صديقتك ؟
هيتشول ( بردة فعل سريعا ): آنيا إنها حبيبتي .
جيون : حبيبتك .. ماذا يعني هذا ؟!
هيتشول : ممم سأخبرك الآن ما رأيك أن نتمشى قليلا لقد
سئمت الجلوس.
جيون : حسنا لنتمشى .
وقف الاثنان و بدأا السير في أرجاء الحديقة يتبادلون الحديث
حتى قاربت الساعتين على الانتهاء ، رن هاتف هيتشول و
كان المتصل كانغ إن أغلق هيتشول المكالمة و قال: و أخيرا .
نظرت له جيون بتعجب فتابع : يجب أن أغادر الآن .
جيون ( بحزن ): وييه .. إنني سعيدة بالتحدث معك .
هيتشول : لدي عمل مهم .
جيون : لا مشكلة سآتي برفقتك ، لن يمانع والدي .
هيتشول ( بذعر ): ديييه !! لا لا يجوز .
جيون : إنك صديقي إذا يجوز لي أن آتي معك .
وضع هيتشول كلتا يداه على أكتافها الصغيرة قال
: يا جيوني .. يجب أن لا تخرجي برفقة الشبان و إن كانوا أصدقاءك .
جيون ( بحزن ): مع من سأتحدث الآن ؟؟
عاد هاتف هيتشول بالرنين أزال يديه عن أكتافها و قال و هو يبتعد
: وداعا يا صديقتي .. أفعلي كما طلبت منك ديييه .
ارتسمت علامات الحزن على وجه جيون و هي ترى هيتشول
يبتعد شيئا فشيئا حتى اختفى عن الأنظار عادت و جلست على
المقعد أخذت تسترجع ما قاله له قبل قليل .
هيتشول : إن كنت لا تريدين ان تقومي بالأمر أخبريها أنك لا تريدين .
جيون : لكنها اوموني .
هيتشول : هل تطلب من روز أن تفعل هذا ؟
جيون : آنيا دائما تقول لي أن لدى روز دروس و لن تستطيع ترتيب المنزل .
هيتشول : إذا لا يجب أن تجبرك على شيء لا تريدينه .
نظرت جيون إلى بعيد و هي تتذكر كلامه تنهدت بقوة و قالت
: إنه صديقي و يجب أن أفعل ما يطلبه مني .
_____________
بأدوار ( أثير ، مازنـ ، رغــد )
رأيك يهمنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
استغفر الله العظيم وأتوب إليه